في سابقة ضمن تظاهرة وطنية مخصصة للسينما، تشهد الدورة الخامسة والعشرون من المهرجان الوطني للفيلم بطنجة إدماج سوق ومعرض خاصين بالألعاب الإلكترونية، كجزء من البرنامج الرسمي المعتمد إلى غاية 25 أكتوبر.
المبادرة الجديدة، التي أعلن عنها وزير الشباب والثقافة والتواصل محمد المهدي بنسعيد، تهدف إلى ربط الصناعة السينمائية المغربية بمجال ترفيهي تفاعلي، يشهد توسعًا سريعًا ويستقطب فئات عمرية شابة تعتبرها الوزارة شريكًا استراتيجيًا في التحول الثقافي الرقمي.
وقال الوزير، في كلمة تلاها نيابة عنه الكاتب العام لقطاع التواصل، إن هذا المعرض يأتي في إطار رؤية جديدة تعتبر السينما والألعاب الإلكترونية مجالين متكاملين، يتقاطعان في تقنيات السرد البصري والإنتاج الرقمي، ويتيحان فرصًا جديدة لخلق القيمة المضافة.
وأوضح أن الوزارة تعتبر السينما “خدمة عمومية”، لها دور يتجاوز الترفيه إلى الإسهام في الاقتصاد الوطني وخلق فرص الشغل، وهو منطق يُراد توسيعه ليشمل صناعة الألعاب، ضمن تصور متكامل للسياسات الثقافية.
وإلى جانب المسابقات السينمائية الأربع، ولقاءات المهنيين ونقاشات دعم الإنتاج، يُرتقب أن تستضيف منصة الألعاب الإلكترونية عارضين مغاربة ودوليين، وتتيح مساحات للتجريب، وتبادل الخبرات، وتطوير الشراكات في مجالات السيناريو، والرسوم المتحركة، والبرمجة البصرية.
وتخلل حفل الافتتاح، الذي احتضنه قصر الفنون والثقافة بطنجة، تكريم المخرج والممثل أحمد المعنوني، بعرض نسخة مرممة من فيلمه الوثائقي “الحال”، الذي يستعرض تجربة مجموعة “ناس الغيوان”، وقد سبق عرضه في قسم “كان كلاسيك” بمهرجان كان السينمائي الدولي.
وأعرب المعنوني، في كلمة مؤثرة، عن امتنانه لرفاقه في المسار الفني وأفراد أسرته، مشيدًا بدينامية الجيل الجديد من المبدعين، ومؤكدًا أن مستقبل السينما المغربية يمر عبر تثمين هذه الطاقات ومواكبتها تقنيًا ومؤسساتيًا.
وتتوزع المسابقات الرسمية للدورة على أربعة أقسام: الفيلم الروائي الطويل، الفيلم الوثائقي الطويل، الفيلم القصير بنوعيه، وأفلام معاهد السينما. وتشرف على هذه المسابقات أربع لجان تحكيم، يترأسها على التوالي كل من حكيم بلعباس، محمد العبودي، حليمة الورديغي، ومولاي الطيب بوحنانة، وتضم في عضويتها فاعلين من المغرب ودول إفريقية.
كما يتواصل ضمن فعاليات المهرجان تنظيم منصة “بيتش”، التي تتيح لعدد من المشاريع قيد التطوير فرصة تقديم عروضها أمام مهنيين مغاربة ودوليين، من أجل نيل مواكبة إنتاجية وتمويلية.