الندوة، التي عرفت حضور مخرجين من مختلف الأجيال السينمائية، وشكلت مساحة حوارية غنية جمعت بين الجيل الذي مهد الطريق كأحمد المعنوني وسعد الشرايبي وفريدة بنليزيد، والجيل بين الاستمرارية والتجديد ممثلا في زكية الطاهري وعلي الصافي ونور الدين الخماري، والجيل الجديد مثل مريم بن عدو وعلاء الدين الجم وكمال لزرق، لتبادل وجهات النظر حول الرهانات الفنية والجمالية للسينما المغربية في ظل التحولات التكنولوجية والاجتماعية الراهنة.
أكد منظمو الندوة أن هذه المبادرة تأتي لتجديد الحوار السينمائي بين الأجيال، وتعزيز الاعتراف بالموروث الفني والانفتاح على التجارب الجديدة، في أفق خلق مشاريع مشتركة بين الأجيال على اختلاف مشاربها وتكويناتها ومرجعياتها تضمن استمرارية الزخم السينمائي المغربي وتطويره.
وفي هذا السياق، تداخلت التجارب الفنية والرؤى الجمالية في نقاش حول واقع السينما المغربية، وحدود توازنها بين المحلي والعالمي، معتبرين أن هذا اللقاء يشكل فرصة للتفكير في سبل الانتقال من جيل إلى آخر دون قطيعة، وذلك عبر تلاقح الرؤى وتبادل الخبرات.
الشرايبي: التوزيع والنمطية أكبر تحديات السينما المغربية
اعتبر المخرج سعد الشرايبي في تصريح لـSNRTnews، أن تطور المشهد السينمائي المغربي على المستوى الكمي « واضح وجلي »، سواء من حيث عدد الأفلام المنتجة أو الهياكل التقنية المتاحة، لكن الجانب النوعي والقيمي ما زال في حاجة إلى مجهودات أكبر، خاصة على مستوى التوزيع وعمق الأفكار.
وأشار الشرايبي إلى أن الانسياق وراء منطق الاستهلاك قد يؤدي إلى النمطية، قائلا: « حين ننتج أفلاما فقط لأنها تحقق إقبالا، فإننا نسقط في التكرار، بينما غنى السينما المغربية يكمن في تنوعها وتعدد رؤاها. »
الطاهري: الجيل الجديد يحمل طاقة وتجديدا في التيمات
من جهتها، رأت المخرجة زكية الطاهري أن المشهد السينمائي المغربي يعيش تحولا إيجابيا، معتبرة أن الجيل الجديد من المخرجين يتأثر بتجارب الرواد لكنه يسعى إلى خلق بصمته الخاصة.
وأضافت الطاهيري في تصريح لـSNRTnews، أن المخرجين الشباب يتميزون بطاقة كبيرة، ويتوفرون على إمكانيات لم تكن متاحة في السابق، مبرزة أن هناك تحول في المواضيع المختارة، إلا أنها توصف بالمحتشمة، لكنها تشدد على أهمية الانفتاح على تيمات جديدة مع الحفاظ على الأساسيات.
ودعت الطاهري إلى الرفع من عدد الأفلام المنتجة سنويا لتوسيع قاعدة الجمهور والتعريف بمواهب جديدة.
الجم: التوجه نحو التمويلات الأجنبية لا يغير الهوية
أما المخرج الشاب علاء الدين الجم، فاعتبر أن كل مخرج يسعى لبناء مساره الخاص رغم استفادته من تجارب من سبقوه، قائلا: « إن التحولات التكنولوجية تسير بسرعة، لكنها لا تؤثر جوهريا في مضمون العمل الفني، لذلك نحاول أن نواكبها دون أن نفقد جوهر رؤيتنا الإبداعية. »
وأضاف الجم، في تصريحه لـSNRTnews أن توجه بعض المخرجين نحو التمويلات الأجنبية لا يعني فقدان الهوية الوطنية للفيلم، بل هو ضرورة إنتاجية لضمان استمرارية العمل وجودته، خصوصا عندما تتطلب المشاريع موارد مالية كبيرة، كما يساعد في الترويج للفيلم على الصعيد الدولي.
وأكد المشاركون أن مستقبل السينما المغربية يمر عبر بناء جسور التعاون بين الأجيال، والانفتاح على مدارس إخراجية جديدة تعكس غنى المجتمع المغربي وتنوع ثقافاته.