تخوض الممثلة المغربية أسماء الخمليشي مغامرة جديدة في مسارها الفني الطويل من موقع مختلف تماما هذه المرة، إذ قررت أن تدخل غمار سباق شباك التذاكر المغربية كمنتجة لفيلمها السينمائي الجديد “مصير امرأة”، لتكتب بذلك فصلا جديدا في مسيرتها التي امتدت لسنوات كممثلة على الشاشة الصغيرة والكبيرة.
ويعد “مصير امرأة” الذي ينتمي إلى الدراما الاجتماعية أول تجربة إنتاجية للخمليشي التي قررت الغوص من خلاله في عوالم المرأة المغربية المثقفة التي تجد نفسها وسط صراعات داخلية وعائلية معقدة، بين ما تمليه القيم التقليدية وما تفرضه التحولات الاجتماعية المتسارعة.
ويقدم العمل من خلال حبكته وأجوائه، حسب بطلته أسماء الخمليشي، قراءة إنسانية دقيقة للعلاقات الأسرية في مجتمع يعيش مرحلة انتقالية بين الأصالة والحداثة.
وقالت الخمليشي في تصريح لـ “العمق”: “بعد سنوات طويلة من التمثيل، شعرت أن الوقت قد حان لأنتقل إلى مرحلة جديدة، وأخوض تجربة الإنتاجن لم يكن الأمر سهلا، لكنه كان حلما مؤجلا، آمنت بالمشروع وبفكرته منذ البداية، وبذلنا مجهودا كبيرا حتى خرج إلى النور، بكيت وضحكت وأنا أشاهد نفسي على الشاشة”.
وأوضحت الخمليشي، أن شخصية البطلة تحمل ملامح قريبة من شخصيتها الحقيقية، إذ يجمعهما حب القراءة واليوغا والبحث الدائم عن التوازن النفسي، مشيرة إلى أن المخرج محمد كغاط استلهم بعض تفاصيلها الواقعية في بناء الدور، مضيفة: “أردت أن يكون الفيلم رسالة حب للأسرة المغربية، ورسالة وفاء للمرأة التي تصمد وتحافظ على تماسكها رغم كل التحديات”.
ويتناول فيلم “مصير امرأة” قصص ثلاث سيدات يواجهن ضغوطا نفسية واجتماعية متعددة، بعضها نابع من السلطة الذكورية، وبعضها من توقعات المجتمع وأحكامه المسبقة، وتقدم هذه الحكايات في إطار درامي مؤثر، يعكس هشاشة الإنسان حين يجد نفسه محاصرا بين الواجب والرغبة، وبين ما يريد أن يكونه وما يُفرض عليه أن يكون.
وأشارت الممثلة المغربية، إلى أن الفيلم صور بالكامل في مدينة الدار البيضاء خلال شهر نونبر 2023، واستغرقت عملية ما بعد التصوير نحو سنة ونصف، من المونتاج إلى المعالجة التقنية، لافتة إلى أنه أنجز في ظروف مهنية مريحة، رغم الصعوبات، وبميزانية قدرت بـ2.5 مليون درهم مولتها من مواردها الخاصة، في رهان جريء على جودة الفكرة وقوة الرسالة.
وشددت الخمليشي، على أنها دخلت عالم الإنتاج لأنها ترغب في “اختيار المواضيع التي تؤمن بها” لأن “السينما بالنسبة لي ليست تجارة، بل وسيلة للتأثير والتغيير، أريد إنتاج أفلام تعكس نبض المجتمع المغربي، وتطرح قضايا المرأة بطريقة واقعية وإنسانية”.
واعتبرت الخمليشي، التي سبق أن تعاونت مع المخرجة نرجس الحلاق في ستة أعمال فنية، أن هذا النوع من الشراكات الفنية “المبنية على الاحترام والاحتراف” هو ما تحتاجه السينما المغربية لتتطور، مؤكدة أن معظم تلك الأعمال كانت موجهة نحو قضايا المرأة والأسرة، وهي مواضيع تراها أساس رسالتها الفنية.
وتابعت : “السينما عمل جماعي لا يحتمل الأنانية أو الادعاء، أرفض الاشتغال مع أشخاص غير محترفين أو يتعاملون بنرجسية مفرطة، موقع التصوير ليس مكانا لإثبات النجومية، بل ورشة إبداعية تحتاج إلى انضباط وروح فريق، السينما المغربية لا تملك رفاهية الوقت لتضيعه في تصرفات غير احترافية”.