تأتي أهمية هذا اللقاء الاستعادي في كونه يكرّس ثقافة الاعتراف بالمخرجين السينمائيين ويجعلهم يحظون ببعض من الاهتمام الثقافي، أمام المجهودات الكبيرة الني ينظمها صناه السينما في المغرب، من أجل الخروج بمشروع سينمائي يجد ملامحه في الواقع الذي ننتمي إليه.
ويعد صاحب «الميمات الثلاث» أحد أبرز صناع السينما في المغرب، وذلك بسبب الإمكانات الجمالية المذهلة التي تتمتّع بها أفلامه، بحكم القضايا المركزية التي يناقشها والتي تجد مجمل ملامحها الفكرية في الواقع. لذلك فإنّ المشاهد لسينما سعد الشرايبي، يجد نفسه أمام أفلام لها مسارها الملتزم بقضايا الناس وهمومهم. غير أنّ الاهتمام بالآخر عند الشرايبي لا يمُرّ إلاّ عبر جسد، أيْ أنّ الموضوعات التي يناقشها سينمائياً نابعة من ذاته وينسج معها علاقة فكرية قوامها الابداع والابتكار.
يعرض في اللقاء 3 من أفلامه وهي «الميمات الثلاث» و«الإسلام يا سلام» و«صمت الكمنجات» وهي أفلام لها قيمتها وأثرها داخل السينما المغربية. إذْ حرص الشرايبي على إخراج أفلام تنطلق من خصوصية محلية تجاه ما يعيشه الفرد من أهوال ومآزق وتصدّعات. وذلك بما يجعله من المخرجين الأوائل الذين جعلوا من الكاميرا أداة لإدانة الواقع المغربي.
وتكشف معظم أفلامه عن العلاقة العضوية الوطيدة التي تتشكّل وتُنتسج بين السينما والمجتمع خلال لحظات مختلفة ومتباينة من التاريخ المعاصر. لدرجةٍ تغدو أفلامه عبارة عن وثيقة بصرية توثق لبعض الرجّات التي يمّر منها الفرد داخل المجتمع. يمتلك سعد الشرايبي وعياً كبيراً لاختراق الواقع وتفكيك أوصاله وميكانيزماته على شكل صُوَرٍ سينمائية باقية في الذاكرة والوجدان. غير أنّ تعامل الشرايبي مع الواقع لا يتم بطريقة المحاكاة وإنّما على شكل إنتاج واقع جديد يمشي بشكل موازي مع الواقع الأصلي.
في 10/09/2025 على الساعة 07:30